فرض التعادل السلبي نفسه في مواجهة المنتخب البحريني الأول لكرة القدم ونظيره السعودي أمس على ملعب البحرين الوطني في ذهاب الملحق الآسيوي المؤهل لكأس العالم 2010م بجنوب إفريقيا لكأس العالم. وسيكون الحسم بالرياض الأربعاء المقبل على أرض ملعب الملك فهد الدولي.
وجاءت مواجهة الذهاب مليئة بالإثارة وتعددت الفرص المتاحة للتسجيل وغاب المهاجمون في ليلة رمضانية فرضت خلالها السلبية نفسها على نزال المنتخبين الذي جمعهما مساء أمس على أرض ملعب البحرين الوطني بمدينة عيسى الرياضية، وفرض السعوديون السيطرة الميدانية على أغلب مجريات المباراة للكثافة العددية التي انتهجها المدرب بسيرو في خط الوسط واللعب برباعي يعدون من أبرز لاعبي محور الارتكاز مع تقدم محمد نور وعطيف للمساندة الهجومية وتقيد كريري وعبد الغني بالجانب الدفاعي خاصة في الشوط الأول الذي بادر فيه البحرينيون للاندفاع الهجومي والوصول إلى مناطق الدفاع السعودي كثيرا باعتمادهم على الكرات الطولية والهجمات المرتدة بقيادة الثنائي فوزي عايش وسلمان عيسى اللذان شكلا ثنائياً مزعجاً لكن دون فاعلية وذلك للحماس الزائد وعدم المساندة الإيجابية من الخطوط الخلفية. في حين كان المنتخب السعودي الأكثر هدوءا والاستحواذ على الكرة في وسط الملعب ولكن غابت صناعة اللعب خاصة في ظل تقيد ظهيري الجنب بمراكزهما وانعدام النزعة الهجومية لديهما وفقا لمنهجية بسيرو في المباراة وكذلك الانطلاقات البحرينية عن طريق الأطراف عند الارتداد العكسي للكرة، لذلك ضعف أداء الوسط في جانبه الهجومي وظل ياسر القحطاني ومالك معاذ شبه معزولين أحيانا رغم محاولات محمد نور وعطيف لإمدادهما بالكرات البينية التي تصطدم بالتكتل الدفاعي في عمق الدفاع البحريني.وشكل البحرينيون ضغطا على الدفاع السعودي لاسيما في تعدد ضربات الزاوية التي وصلت إلى نحو (17) ضربة في المباراة، ولكن الحضور الهوائي الجيد للثنائي المنتشري وهوساوي ساهم في إبعاد الكثير منها عن منطقة الخطر وكذلك تألق الحارس وليد عبد الله حيث سنحت أكثر من كرة للبحرينيين في الحصة الزمنية الأولى كان أخطرها تصويبة اللاعب عبد الله عمر في الدقيقة 43 ولكن في يد وليد عبد الله.
الشوط الثاني
ومع بداية الشوط الثاني شكل لاعبو الأخضر هجوما ضاغطا في محاولة لحسم النتيجة مما ساهم في فتح اللعب من الجانبين وتبادل الهجمات، وبدأت الفاعلية الهجومية مع تقدم عبد الله الشهيل من الجانب الأيمن ومساندة محمد نور، وعكس الأول كرة ولا أجمل تمر أمام مالك معاذ المندفع في الدقيقة 54 كأخطر وأسهل فرصة للتسجيل في المباراة، وكان وليد عبد الله أنقذ كرة أيضاً خطرة سددها عبد الله عمر قوية في المرمى.ومع استمرار السلبية وعدم القدرة على فتح الثغرات في الدفاعات البحرينية للفجوة الكبيرة بين لاعبي الوسط وتوهان المهاجمين دون أن يحرك بسيرو تغييرا ولو تكتيكيا في منطقة العمليات أو القراءة الجيدة لمجريات الشوط الأول بل اكتفى بمنهجيته التي ربما يرى أنها الأكثر أمنا له في المباراة رغم المحاولات البحرينية التي يشوبها الخطر في الغالب، فبادر إلى إخراج مالك معاذ والزج بالمهاجم ناصر الشمراني في الدقيقة 64 ولكن استمر الحال الفني كما هو عليه وفقا للخطة التي يلعب بها الفريق وتقيد اللاعبون بتنفيذها دون المبادرة والجرأة خاصة من لاعبي الوسط باستثناء تمريرة محمد نور للشمراني الذي واجه المرمى ولعبها قوية في الزاوية اليسرى للحارس سيد محمد الذي بدوره حولها لضربة زاوية في الدقيقة 77.
في المقابل زج ماتشالا بمهاجم مماثل اللاعب جيسي جون وخروج حسين علي، وبدأت لعبة المدربين في الوقت الحرج والزج بإحدى الأوراق الرابحة فخرج من البحرين سلمان عيسى ودخل محمود عبدالرحمن، وفاجأ بسيرو المتابعين بإخراج ياسر القحطاني وأدخل تيسير الجاسم الذي كان له دور فاعل في تنشيط الجانب الهجومي لولا أن بسيرو احتفظ بأسلوبه وقناعته برباعي الوسط على حساب الهجوم، قبل أن يخرج أحمد عطيف ويدخل عبداللطيف الغنام ولكن كانت الدقائق تمر سريعة خاصة بعد أن قاد ناصر الشمراني كرة مرتدة توغل بها وبدلا من تمريرها لتيسير المتمركز سددها قوية اتجاه المرمى حولها الحارس ضربة ركنية في الدقيقة (88) في حين نشط البحرينيون واعتمدوا على الكرات الطويلة وفتح اللعب على الأطراف في محاولة أخيرة، ولكن وليد عبدالله استأسد في صد أكثر من كرة كان أخطرها التي لامست الدفاع وكادت أن تلج مرماه لولا شجاعته واللحاق بها وإخراجها ضربة ركنية ليرتطم بالقائم.
واطلق بعدها الحكم الياباني يوشي صافرته معلناً نهايتها بالتعادل دون أهداف ليلهب لقاء الإياب في الرياض الأربعاء المقبل.